ما هو داء الكلب (السعار)
يمكن تعريف داء الكلب (بالإنجليزية: Rabies) على أنه مرض فيروسي معدي ينتقل من الحيوانات المسعورة أو المصابة بداء الكلب إلى البشر والحيوانات الأليفة الأخرى عن طريق الخدش أو العض. يظهر على شكل التهاب في الدماغ بعد فترة الحضانة وتظهر أعراض مثل صداع وفرط الحركة أو الخمول، وقد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم معالجته.
يعد داء الكلب أحد الأمراض المعدية التي يخشاها البشر منذ القدم ومن أعلى الأمراض المعدية معدلاً للوفيات، حيث تقدر الدراسات أن داء الكلب يسبب 59 ألف حالة وفاة بين البشر سنوياً في 150 دولة حول العالم.
يرجع تسميته بداء الكلب إلى أن 99 بالمئة من الحالات سببها الكلاب المسعورة على الرغم من أن الفيروس الذي يسبب داء الكلب يمكن أن ينتقل عن طريق حيوانات برية أخرى مثل الخفافيش والثعالب.
يعتبر داء الكلب من الأمراض المعدية التي يمكن منع انتشارها والإصابة بها عن طريق المطاعيم.
أعراض داء الكلب:
تظهر الأعراض على شكل عدة مراحل كما يلي:
1-الطور الأولي: يبدأ المرض بطور أولي يستمر 1-4 أيام و يعاني المريض عادة من:
حمى.
صداع.
تعب.
غثيان و إقياء.
حلق مؤلم.
سعال جاف.
2- مرحلة فرط الاستثارة
اضطرابات حركية شديدة.
سيلان اللعاب.
تعرقّ.
الخوف.
حالات الهياج و انعدم النوم.
الاختلاجات و التقلصات التوترية و النفضان العضلي الليُيفي.
رهاب الماء (بالإنجليزية: Hydrophobia) فلا يتمكن المريض من ابتلاع الماء بسبب التشنجات المؤلمة في عضلات الحلق.
المريض يكون شديد الحساسية لأقل حركة هواء و للضجيج.
يحدث الموت خلال أيام قليلة أثناء إحدى نوبات الاختلاج، أو تتطور نحو المرحلة الشللية مع حدوث شلل نومي في عضلات الرأس.
يقضي المرض على الشخص بعد 3-5 أيام بسبب الشلل التنفسي أو الشلل القلبي، والوضع سيئ جدا في الحالتين؛ و كلما اقتربت العضة من الجهاز العصبي المركزي أي الدماغ تكون الأعراض أسرع.
أسباب داء الكلب:
سبب داء الكلب فيروس الكلب أو السعار(بالإنجليزية: Lyssa virus) الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الربدية (بالإنجليزية: Rhabdoviridae family).
ينتقل فيروس داء الكلب المتواجد في لعاب الحيوان المصاب إلى الإنسان أو الحيوانات الأخرى عن طريق الخدش أو العض حيث أن الفيروس غير قادر على اختراق الجلد السليم و لكن يمكنه أن ينتقل عبر جروح الجلد و الغشاء المخاطي، وكلما كان تهتك الجرح اكبر كلما كانت الاصابة اخطر.
يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط المنزلية ويمكن أن ينتقل عن داء الكلب عن طريق الحيوانات البرية مثل الثعالب، والذئاب، والخفافيش.
خطر انتقال السعار بواسطة الأدوات و المواد الملوثة باللعاب قليل. بالنسبة للإفرازات و الدماء الجافة؛ فإن كمية فيروسات داء الكلب قليلة فيها وتموت خلال ساعات قليلة خارج الجسم.
كيف يتم تشخيص داء الكلب (السعار):
لا يوجد في الوقت الحالي أدوات تشخيص مناسبة للكشف عن عدوى داء الكلب قبل ظهور الأعراض السريرية، وقد يكون التشخيص السريري صعب ما لم يتم ربط الأعراض بحادثة مع حيوان مصاب بداء الكلب أو ظهور أعراض تميز داء الكلب مثل رهاب الماء أو رهاب الهواء.
يمكن تأكيد الإصابة بداء الكلب في الأشخاص المصابين أو وبعد الوفاة من خلال تقنيات تشخيصية مختلفة تكشف عن الفيروسات الكاملة أو المستضدات الفيروسية أو الأحماض النووية في الأنسجة المصابة (الدماغ أو الجلد أو البول أو اللعاب).
من أهم طرق التعامل مع إصابات داء الكلب ما يلي:
الوقاية بعد التعرض
الحالات التي يزداد فيها خطر الإصابة بداء الكلب
إجراءات أخرى يتم القيام بها للتعامل مع حالات العض أو الخدش
الوقاية بعد التعرض
الوقاية بعد التعرض ( بالإنجليزية: Post Exposure Prophylaxis) هو العلاج الفوري للأشخاص المصابين بعد التعرض لداء الكلب عن طريق عضة الحيوانات المصابة أو الخدش للجلد، والهدف من هذه الإجراءات منع دخول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، حيث العلاج الفعال بعد فترة وجيزة من التعرض لداء الكلب يمكن أن يمنع ظهور الأعراض والموت.
تشتمل الوقاية بعد التعرض على مجموعة من الإجراءات منها:
غسل واسع النطاق والعلاج الموضعي للجرح في أقرب وقت ممكن بعد التعرض. هذا ينطوي على الإسعافات الأولية للجرح الذي يتضمن التنظيف الفوري والشامل وغسل الجرح لمدة لا تقل عن 15 دقيقة مع الصابون والماء والمنظفات واليود أو غيرها من المواد التي تقتل فيروس داء الكلب
دورة من لقاح داء الكلب الفعالة التي تفي بمعايير منظمة الصحة العالمية.
استخدام الغلوبولين المناعي لداء الكلب (بالإنجليزية: Rabies immuno globulin) إذا احتاج المريض. العلاج الفعال بعد فترة وجيزة من التعرض لداء الكلب يمكن أن تمنع ظهور الأعراض والموت.
يمكن التعامل مع داء الكلب بناء على شدة التعرض للحيوان المصاب كما في الجدول التالي:
الفئة مدى الإتصال مع الحيوانات المسعورة المشتبه بها إجراءات الوقاية بعد التعرض للإصابة
الفئة الأولى(عدم التعرض)
لمس أو إطعام الحيوانات
لعق الحيوان للإنسان على الجلد السليم غير المخدوش
لا يوجد إجراءات
إالفئة الثانية (التعرض)
قضم الجلد المكشوف أو الخدوش الطفيفة أو السحجات دون نزيف
التطعيم الفوري
والعلاج الموضعي للجرح
الفئة الثالثة (التعرض الشديد)
لدغات أو خدوش واحدة أو متعددة عبر الجلد
تلوث الغشاء المخاطي أو الجلد المكسور مع اللعاب من لعق الحيوانات
التعرض بسبب الاتصال المباشر مع الخفافيش
التطعيم الفوري
العلاج الموضعي للجرح
استخدام الغلوبولين المناعي لداء الكلب
الحالات التي يزداد فيها خطر الإصابة بداء الكلب
جميع الحالات من الفئتين الثانية والثالثة التي تم تقييمها على أنها تحمل خطر الإصابة بداء الكلب تتطلب القيام بإجراءات الوقاية بعد التعرض. ويزداد الخطر إذا:
كان الحيوان الثديي الذي قام بالعض أو الخدش معروف أنه من الحيوانات المخزنة لداء الكلب في جسدها أو الأنواع الناقلة له.
التعرض يحدث في منطقة جغرافية حيث داء الكلب لا يزال موجود ومنتشر.
الحيوان يبدو مريضا أو يظهر سلوك غير طبيعي.
أن تكون الجروح أو الأغشية المخاطية ملوثة بلعاب الحيوان المصاب.
العضة لم تكن مبررة حيث لم يقم الشخص بأي تصرف يستفز فيه الحيوان قد يؤدي إلى عضه أو خدشه.
لم يتم تطعيم الحيوان
إجراءات أخرى يتم القيام بها للتعامل مع حالات العض أو الخدش
ينبغي تنبيه الخدمات البيطرية إن أمكن ذلك وتحديد الحيوان و القيام بالحجر الصحي للمراقبة للكلاب والقطط صحية، يجب أن تستمر الإجراءات الوقائية خلال فترة المراقبة التي تستمر 10 أيام أو في انتظار النتائج المختبرية.
قد يتم القتل الرحيم للبحث المختبري الفوري للحيوان المصاب في بعض الأحيان.
قد يتوقف العلاج إذا ثبت أن الحيوان خال ٍ من داء الكلب.
إذا كان لا يمكن القبض على الحيوان المشتبه به واختباره، فيجب إكمال دورة كاملة من الوقاية.